حقائق تاريخية، وانتماءات قبلية للمغرب، تصدم الجزائروتفند اكاديبها
إن التوجه العام للموقع كما تعلمون، يصب في كشف كلما تحاول الجزائر إخفائه من حقائق تتعلق بانتماء الصحراء المغربية الشرقية التي تسلمتها من "فرنسا دو كول" بموجب اتفاق "ايفيون" لسنة 1961، والتي تحتلها ألان ضدا على المغرب.
وما دام الأمر كداك، أدعو زوار الموقع الكرام إلى كتابات توصل بها الموقع من أشخاص يهدفون هم أيضا إلى ما نصبوا إليه من خلال كتاباتنا لتنوير الرأي العام الوطني والدولي، بفضح الدوافع العدائية الجزائرية، والملابسات التي توظفها لقلب الحقائق التاريخية للوحدة الترابية الشاملة للمملكة المغربية الشريفة. - أصحاب هده الكتابات هم،، محمد محيمدات, لحسن ايت الفقيه- تشير كتابة السيد دحيمدات الى اصل فبيلة مغربية، وهي قبيلة "دوي منيع" التي حكمت عليها الظروف السياسية بين المملكة المغربية والجزائر بأن تكون مقسمة جغرافبا كسائر فيائل الحدود. هده القبيلة التي "جزئرتها" الجزائر با احتلالها للصحرائ المغربية الشرقية، متىجاهلة بأن جد هده القبية يرقد الى اليوم مع الشريف مولاي الحسن الشريف - الحسن الداخل- في ضريحه بقصر " كرينفود" بتافيلالت.
كما يسرني أن أشير إلى أن " موقع منتدى المغرب العربي" نقل هو أيضا في أول صفحاته مقالا مطولا تحت عنوان ،، "من أسباب الصراع .المغربي الجزائري، مشكل الصحراء الشرقية" وهو من المذكرات التي ينفرد بنشرها موقعنا هدا.
هده المنطقة تسمى الجماعة القروية لعين الشواطر قيادة ذوي منيع اشتق اسم قبيلة "ذوي منيع" من كلمة "مناع" وهي الكلمة التي ستتضح سياق هذه المداخلة. ينحدر جدها السيد الحاج عبد الكريم بن امحمد اليمني من قبيلة بني معقل، وهي إحدى قبائل بني هلال الكبرى التي نزحت كما هو معلوم في عهد الدولة الفاطمية إلى المغرب الأقصى حوالي منتصف القرن 11 ميلادي وحاصرها الموحدون في المغرب الشرقي. هذه القبيلة وإن كانت في الأصل تنتمي إلى شبه الجزيرة العربية، فهي من القبائل التي كانت تستوطن ضواحي مدينة حضرموت باليمن السعيد. وبعد استقرار فروع بني معقل (لودايا-شراردة-ارحامنة وبني حسن) بمختلف مناطق المغرب بما فيها الصحراء المغربية وموريتانيا.عاد السيد الحاج عبد الكريم وعائلته المتكونة من خمسة أبناء ومجموعة من قبيلته ليستوطن مدينة "سجلماسة"، فاستقر بها بمعية رفيق له يسمى أبو إبراهيم الهلالي، حيث اشتغلوا في التجارة وسخروا إبلهم في النقل كقوافل من والي "سجلماسة" التي كانت قطبا من أقطاب المغرب المزدهر بالتجارة والرواج، بالإضافة إلى تكفلهما سنويا بنقل المغاربة لأداء فريضة الحج بحكم أن مدينة "سجلماسة" كانت ملتقى للحجيج ونقطة الانطلاق .
وذات مرة، خلال القرن 13 ميلادي، عرجت إحدى قوافل الحجاج المغاربة على جبل رضوى بـ:يمبع النخيل بالحجاز، أين كانت تستقر عائلة شريفة النسب، من سلالة الحسن ابن علي سبط الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي شبه محاصرة من طرف السلطة الحاكمة، لا يسمح لأفرادها بمغادرة البلاد، خوفا من انتشار الأمراء خارج نطاقها على غرار السلف الصالح المولى إدريس الأول الذي كون للأدارسة مملكة بالمغرب: وهي عائلة الشريف قاسم بن محمد بن أبي القاسم، فطلب أهل "سجلماسة" من رب هذه العائلة بأن يوفد معهم أحد أبنائه للتبرك به تيمنا بنسبه الشريف، فوعدهم بتلبية الطلب خلال موسم الحج المقبل.
اختير لهذه الغاية الشريف الحسن بن قاسم، وهو أصغر أبناء هذه العائلة الشريفة الذي ينسب إليه القول المأثور "من فعل في الشر، افعل فيه الخير، إلى أن يغلب خيري شره"، وغادرت القافلة بعد ذلك أرض الحجاز في اتجاه المغرب. كان لابد من مرورها عند العودة بعدة نقط لحراسة الحدود. وكان التستر على وجود الشريف الحسن مع القافلة هو السمة التي طبعت مرحلة الرجوع التي لم تخلو من صعاب عند كل اقتراب من نقط الحدود ولم تنج من مناوشات عصابات قطاع الطرق التي ما فتئت تتربص بالقافلة. بلغت القافلة مشارف أرض إفريقية (ما يعرف اليوم بتونس) وعلم أفرادها بعزم السلطات التي بلغها خبر اختفاء الشريف الحسن، تعقب أثار القافلة التي يوجد بها وإرجاعه إلى موطنه مع ما يترتب عن ذلك من عقاب له ولأصحاب فكرة استقدامه معهم إلى أرض المغرب.
وخوفا من أي طارئ، ووفاء للعهد الذي قطعه أهل "سجلماسة" على أنفسهم أمام الشريف الأب والالتزام الذي التزموا به، تطوع السيد الحاج عبد الكريم بن امحمد الملقب "بصاحب الجمال" واختار جملا سريعا، اركبه الشريف الحسن وانعزل به عن القافلة هربا إلى الأمام سالكا طريقا غير التي تسلكها عادة القوافل إلى أن وصل بسلام إلى "رأس العرك"، وهو ما يعرف الآن "بكثبان الرمل" بمرزوكة شرق مدينة الريصاني، فمكثا به ينتظران وصول قوافل الحجيج التي كانت ترحل وتقيم، مشيا عاديا، ولم يصل أولها إلى ذلك الموقع إلا بعد شهر من الزمن.
هنأ الحجاج الشريف المولى الحسن على سلامته من بطش السلطات التي تعقبته بالفعل، وابتهج لذلك أهل "سجلماسة" بالخصوص، فكان أن رد عليهم، بأن السلامة من الله، وأن السبب فيها هو صاحب الجمال، مشيرا إلى الحاج عبد الكريم بن محمد اليمني، فهو الذي منعني ونجاني من مخاطر وأهوال الطريق... ومن ثمة أطلق عليه اسم "مناع" الذي أصبح له لقبا ملازما بمثابة التشريف والتكليف، وانشق منه اسم القبيلة، قــبيلة "ذوي منيع".
ومن الخصائص الحميدة للمولى الحسن الشريف على ذرية مناع، هي أنه أوصى قبل وفاته بأن يدفن في ضريحه الحاج عبد الكريم مناع وألح على أن يكون قبره بمدخل الضريح حتى يتربك بالسلام عليه زوار الضريح، تنازلا من المولى الحسن الشريف واعترافا له بالجميل، لما أسداه له، هو وذريته من خدمات، بل ومن تضحيات. في الوقت الذي تخلى عنه فيه أهل "سجلماسة" بنقضهم للعهد الذي أعطوه إياه أمام والده باليمبع. وبتنفيذ هذه الوصية صار مناع وإلي اليوم يقتسم مع المولى الحسن الشريف ضريحه بمنطقة "كرينفود" بضواحي مدينة الريصاني.
أخوكم محمد محيمدات
ساهمت النظم العرفية في الأوساط القبيلة بالأراضي المحاذية للحدود المغربية الجزائرية في تشكيل جبهة قبلية عرقلت, إلى حد كبير, التوسع الاستعماري بالشرق المغربي والجنوب الشرقي,أي في تلك الأراضي التي أضحت , ,بعد معاهدة لالة مغنية سنة 1845,ميدانا حيويا استهدفه المشروع الاستعماري الفرنسي بشمال أفريقيا وغربها.و لا مجال لاستحضار فصول تلك المعاهدة, التي أمليت على المغرب, والوقوف عندها بالتحليل والنقد لبيان ما تضمنته من نقائص ونقط الضعف و شروط قاسية ,كما لا يفيد التتبع الكرونولوجي لتلك النظم التي تعود إلى العصر التاريخي القديم ,حسب زعم المؤرخ الفرنسي جوهان ديزانج الذي نعتها بالكونفدراليات القبيلية لما تحويه من خصوصيات اتحادية بالفعل, لأن المهم هنا,أن قوة المد الاستعماري في القرن التاسع عشر اصطدم بحاجز من المقاومة العنيفة امتدت, عبر المكان, من أرض بني يزناسن بالمغرب الشرقي إلى مراعي ايت خباش بتافيلالت, وصمد في الزمان من احتلال الجزائر سنة 1830إلى معركة مسكي سنة 1916.إنه من الصعب الفصل بين الصمود القبلي وطبيعة النظام العرفي السائد بواحة فيجيج ولدى قبائل بني يزناسن وبني كيل وأولاد جرير و ايت عطا.فالنظم العرفية كلها تستمد قوتها من التماسك والتعاضد والتآزر وتعتمد على دقة التنظيم العشائري والتمثيل في مجالس تحمل أسماء مختلفة حسب الوسط القبلي وتقوم على قاعدة عددية ذات حمولة سحرية تعود للماضي التاريخي البعيد.لقد حان الوقت للاعتناء بتلك النظم ومراجعتها و دراستها . و لا يختلف النظام العرفي بالصحراء كثيرا في الأساس السحري العددي الذي يقوم عليه- كما سيأتي- وفي دقة التنظيم العشائري والتمثيل عن الأنظمة المعروفة في هوامش المغرب أي المغرب الشرقي والجنوب الشرقي المغربي و لدى قبيلة قلعية في شمال المغرب في القرن التاسع عشر. فالهجوم الاستعماري متناسب في درجة قوته وشدته و درجة التماسك القبلي. لقد حاولت بعض المصادر الفرنسية أن تجعل من التنظيمات القبلية شعوبا نوعية مستقلة في القرن التاسع عشر, أو على الأقل و حدات عمرانية تخدم مصلحة المستعمر وهو تقدير خاطيء. فالقبائل تشكل صورة مجتمع له خصائص مشتركة مع البنية الكلية أي التنظيم الكونفدرالي كما هو الحال لدى ايت ياف المان بالأطلس الكبير الشرقي و أيت عطا بالأطلس الصغير, وقبل ذلك ايت إدراسن وايت أومالو. ولكل قبيلة أو اتحادية قبلية خصائص تميزها عن القبيلة المجاورة ورثتها عن الإثنية (العنصرية) والجغرافيا والتاريخ. والقبيلة وحدة سياسية مؤهلة للانخراط في الاتحاد القبلي الذي ينقطع للدفاع عن المجال الوظيفي الذي يحوي المراعي والمحاطب وموارد الماء والمجالات الصالحة للزراعة والممرات الاستراتيجية والطرق والمسالك.إنها بمعنى آخر وحدة وظيفية غير عنصرية ,لذلك تجد قبائل عربية في الاتحادات الأمازيغية كما هو حال عرب الصباح المنضوية في كنفدرالية ايت ياف المان وهناك قبائل عربية تمزغت فوجدت مكانها في اتحاد ايت عطا ولا يمنع الاختلاف اللغوي في الانخراط في الاتحاد القبلي إن كانت الوظيفة تسمح بذلك. وللتهديد الفرنسي في القرن التاسع عشر دوره في تعميق التكتل القبلي في الأراضي المحاذية للحدود المغربية الجزائية و مراجعة أسس التحالف. وعلى شاكلة الأنظمة القبلية المغربية حافظت اتحاديات القبائل بالجنوب الشرقي المغربي بعلاقة الولاء مع السلطة المركزية,تدفع الضرائب وتعبر عن الولاء للسلطان في كل مناسبة وتدعو له بالخير في الخطب المنبرية في أيام الجمعة والأعياد. ولا مبالغة في القول إن القبائل الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي بالجزائر,من شرق فيجيج إلى شط الجريد ظلت إلى حدود سنة 1961 تذكر السلطان المغربي في الخطب المنبرية ولم يختف دلك حتى حصلت الجزائر على الاستقلال و ظهر مفهوم آخر للوطنية. ونُذكر فقط, أن مشكل الإمامة والخلافة والبيعة طرح كفتوى وإن شئت موضوعا للنقاش بين الأمير عبد القادر الجزائري وعلماء القرويين بفاس, فانتصر موقف الأمير عبد القادر القائم على اعتماد انحطاط الخلافة العثمانية بالجزائر,أي عدم قدرتها على الدفاع عن دار الإسلام لإزاحة الموقف المغربي المؤسس على الحديث (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما) . فكانت بلاد الجزائر تابعة على مستوى الولاء الديني للمغرب بعد معركة إسلي سنة 1844,أعني بعد سقوط الخلافة العثمانية بالمغرب الأوسط ولم يعد يربطها بالخلافة الإسلامية في المشرق أي رابط, وبا ختصار لا خلاف بين المغاربة والجزائريين في الحقبة الاستعمارية وما قبلها في الدفاع عن المجال الوظيفي وفي الولاء الديني للسلطة القائمة أنذاك وفي النظم القبلية.حافظت الأنظمة القبلية المغربية العتيقة على تواجدها وصمودها أمام المؤثرات التاريخية واستغلت بعض اللحظات من التعايش في تثبيت دعائمها, وكان عبد المومن بن على الكومي أول من ناصرها حيث أعطى الجماعات السلالية حقوقها في أراضي الخراج التي أضحت ,الآن, أراضي الجموع, وانقطعت لحراسة مجالاتها الوظيفية إلى حدود فرض السيطرة الاستعمارية الفرنسية عليها في وقت متأخر. وتتكون الجماعات السلالية من شيوخ العشائر المسنين وتقوم باختيار شيخ عاقل (أمغار بالأمازيغية ) يتولى أمورها وينفذ قراراتها ويكون الشيوخ مجلسا أعلى (مجلس الاتحاد القبلي ) الذي ينظر في قضايا القبائل المتحدة في المجال الوظيفي و يضمن أمن الاتحاد. وإلى جانب سلطة المجلس ظهرت سلطة الزوايا مع انتشار التصوف الطرقي وسلطة القائد التي تسود في فترات الاستقرار السياسي المغربي. وفي كل أحوال الانهيار الأمني يظل المجلس القبلي سيد الموقف في الأوساط القبلية. وتختلف النظم من منطقة إلى أخرى, حيث تسمي بني يزناسن مجلسها الجماعي بمجلس (ميعاد)كما ورد في متن أحد المصادر الفرنسية. وللكلمة دلالة عربية وربما يهودية أيضا ,ولا أحد ينكر تأثير اليهود في الثقافة المغربية. ويغلب على الظن أن للكلمة علاقة بقبيلة بني يزناسن لأن كلمة يزناسن الأمازيغية تعني (أرسل إليهم), أرسل إليهم المؤونة والجنود. ولكل الرسل موعد في المكان والزمان ساحة القتال.فمجلس (ميعاد) مجلس الحرب والدفاع عن المجال الوظيفي ولاغرو,فالطقوس الحربية الأمازيغية المغلفة بقيم الشجاعة كانت تقصي أن تحدد مع العدو موعد القتال وساحة الحرب ومن خالف الموعد فقد عبر عن استسلامه. ولقبيلة بني يزناسن الأمازيغية ذكريات في المقاومة والدفاع .ولم يكن الأمازيغ وحدهم يدبرون أنفسهم بأنفسهم بواسطة المجالس فقد عرف الفينيقيون مجالس الشيوخ وعرفها العبرانيون كما هو مضمن في التوراة وفي العصر الجمهوري الرومان مجلس الشيوخ. وفي المغرب الشرقي مجالس على شاكلة مجلس (ميعاد) لدى ذوي منيع وأولاد جرير. وفي واحة فيجيج نجد مجلس الجماعة وهو أكثر رقيا وتنظيما من مجلس ميعاد يقوم على القاعدة العددية 4 (أربعة) تراعي عدد سكان القصر (الدوار).فالقصر مقسم إلى أربعة أجزاء لكل جزء أربعة ممثلين يعينون من بينهم منسقا.و يبلغ عدد ممثلي القصر 16 أما مجلس الواحة الذي يشرف على ست وحدات عمرانية, فكان يضم قبل دخول المستعمر الفرنسي المنطقة 96 ممثلا. وكانت ايت عطا تؤسس تنظيمها على القاعدة العددية 5(خمسة) أي خمسة فروع ,كل فرع يضم ما تيسر من العشائر, فهناك خمس ايت ولال وايت أونيروخمس ايت واحليم, وهناك خمس ايت إسفول وايت علوان وخمس ايت يعزة وايت الفرسي. وتشكل ايت خباش وحدها الخمس الخامس في اتحادية ايت عطا.وفي الصحراء المغربية مجلس (ايت أربعين) السلطة القبلية العليا التي تضم في تشكيلها شيوخ القبائل,يقوم على الأساس العددي السحري الأمازيغي40( أربعين), ويسهر على سن الأعراف والدفاع عن المجال القبلي, ولا يختلف كثيرا عن المجالس العرفية المغربية الأخرى.ويظهر أن إهمال النظم القبلية المغربية التي حافظت على التماسك القبلي المغربي في القرن التاسع عشر خطأ في حق الثقافة المغربية غير العالمة. ولقد حان الوقت لإحياء تلك الأعراف القبلية وتحقيقها ومراجعتها ، لتأسيس مقاربات سوسيوثقافية للتنظيم الإداري والتسيير في الكثير من الأوساط القبلية التقليدية.