مدينة الداخلة تهنئ الجزائر
أخر ما قالوا بخصوص المهزلة الإ نتخابية في الجزائر..
الرئاسة لعبد العزيزبوتفليقة، الشرعية لعلي بنفليس، والجزائر للجنرال قايد أحمد صالح
ينجح بوتفليقة أو يخسر في انتخابات جزائرية، أمر قد يهم الجائريين أكثر مما يهم غيرهم، وهم يعرفونأن "الاعاب حميدى والرشام حميدى"..أما بالنسبة لي كمغربي مهتم بالشأن الجزائري في كل كتاباتي ألإفتراضية، كان لابد لي من وضع هذه البسملة لما سيلي أسفله، وهوأمر الزامي بالنسبة لي في كل ما أتناوله بخصوص الجزائر، سواء في هذا الموقع أو في موقعي الخاص الذي أكتب وأتوسع فيه عادة.
أقول بهذا كمقدمة، لتوضيح ما ينبغي توضيحه، بخصوص هذه الجزائر وحكامها وشعبها الذين نحن منشغلين بأمرهم، ولنقول لمن لازال لم يعرفهم بعد، خاصة لآؤلائك المغاربة "المغفلين" أستسمح لإستعمال هذا اللفظ ، لكي لا أستعمل كلمة أخرى جارحة، الذين يصفون الجزائريين ب: «ألإخوة الجزائريين؟» مع العلم أن كلمة "أخوة" هي كلمة مقدسة في قاموس الجوار والعلاقة الودية، بعيدة كل البعد عن وجوب أو الزامية إلصاقها بأي جزائري مهما بلغ شأنه..! نعم ، لهذا ومن أجله، أرى من الازم أن أقف وقفة محلل بسيط ، عادي، لعلاقة هذه الجزائر مع المغرب ولنظرة الجزائريين المستفبلية للمغرب بعد "تكرشحتهم" الرابعة التي أعطوها، بل التي اعطيت باسمهم لولد 'أما منصورية مولاة حمام وجدة' وأقول:
انتهت أطوارالمهزلة الإنتخابية الجزائرية وبإسدال الستارعنها، ستصاب الفئة القليلة جدا من الطبقة السياسية الواعية في الجزائربالجنون ، كلما خرجت إلى الشارع لتستنهض هِمَمَ الشعب الجزائري الذي ينظر إليها وكأنها شردمة جاءت من المريخ ، الشعب لا يعرف هذه الطبقة السياسية التي ترى أن ما يجري في الجزائرمع بداية عام 2014 هوعبارة عن مهزلة انتخابية جعلت من الجزائر، "جزائر العزة والكرامة المزيفة"، أضحوكة للجزائريين انفسهم وللعالم...
وهكذا تمخض الصراع في الجزائر قبيل مهزلة ماسموه برئاسيات أبريل 2014 عن صورة درامية مؤلمة للجزائريين الذين يتبجحون بأنانية مفرطة ، أرض غنية جدا و شعب فقير جدا ، يعيش الفقر المذقع ، فقر مادي وفقر فكري وقحط سياسي ، وحكام لصوص سرقوا البلاد وقتلوا خيرة شبابها ورجالاتها خلال51 سنة من التسلط ، ولما خرجت للشارع فئة استثنائية، أطلقت على نفسها اسم "بركا" على وزن "كفاية" في مصر، فئة قليلة جدا استفزتها درجة الذل والهوان الذي وصلتها الجزائر.
يسمع الزائر للجزائر من بعض الجزائريين المتفرجين على مظاهرات تلك الفيئة وهو يعلق على ذلك قائلا : " هؤلاء مساكين ملوا القهر الذي يعيشونه مع هؤلاء الحكام" ... كأن القائل المتفرج ليس فردا جزائريا وكأن الأمر في الجزائر لا يعنيه بتاتا ، أوكأنه يريد أن يتبرأ منهم لأنه يعرف أن مصير الخارجين للشارع، هو مصير مجهول ومحفوف بالمخاطر ...
كل الحكام الذين حكموا الجزائر سواءا الظاهر منهم أوالأشباح الخفية التي تحرك من وراء الستار، كلهم كانوا يسهرون على تربية الشعب الجزائري تربية القحط السياسي ، لآنهم هم انفسهم من خرجي مكامن القحط السياسي ، هناك جيش وشرطة ومخابرات وشياتة، أو كما نقول عندنا في المغرب "لحاسين الكابا" ومن يتبعهم ويعيش في دوائرهم، هذا هو الشعب الذي يعيش في خيرات الجزائر أما الآخرون فهم مجرد رعاع يأكون قليلا من القوت وينتظرون الموت..
لقد نجح كل حكام الجزائر منذ 1962 إلى اليوم في نشر تربية الشعب، كل الشعب على السلبية والوقوف موقف المتفرج على كل ما له علاقة بسياسة البلاد إلا على ما يجري خارج الجزائر، و بالآخص في المغرب وفي فرنسا على وجه التحديد..وإذا مارجعنا الى خطب اللعين هواري بومدين، «وأرجو أن لاتحدف هذه الكلمة -اللعين - من طرف هيئة تحرير موقع -زلموزيز- ولو كانت تغاير نهجها التحريري»، أقول نجد معظمها تحرض الجزائريين على كره المملكة المغربية وشتم رموزها. ففي الخارج أعداء يتربصون بالجزائريين الشر كل الشر، وعلى رأسهم النظام الملكي المغربي، أو هكذا كان يقول اللعين بومدين.
تربى الشعب الجزائري، أو بالآحرأجيال ما بعد استقلال الجزائر على العدا الواضح للمغرب و للمغاربة..وما نراه من سواح جزائريين في المغرب، قد يكون جميعهم، من المستهترين ومن جواسيس الجنرال محمد مدين الملقب ب"توفيق رب الجزائر" مفروض عليهم إفراغ غضبهم خارج الجزائر،خاصة في المغرب، العدو المفترض غربا ، أما ما يجري داخل الجزائر فلا يعنيهم.. حتى وإن كان سكان جنوب الجزائر، أو مايسمى بالجنوب الغربي "الجزائري" قد شربوا مياها سوداء قاتمة وهم يحمدون الله عليها يوم كان عبد المالك سلال وزيرا للموارد المائية ، وها هو نفس عبد المالك سلال يسقي كل الشعب الجزائري مياه قنوات الصرف الصحي وهم يصفقون له، لإبادة بني امزاب بغرداية والتهكم على القبائل الكبرى وعلى أهل شاوية الجزائر...
حكام الجزائر أو عسكر الجزائر الحاكم أو المخابرات أو الجن لكحل، المهم هذه المصيبة التي سلطها الله على الشعب الجزائري ،استراحت نسبيا حين مات عدوهم الأكبرجلالة المغفور له الحسن الثاني رحمه الله، مات على فراشه وبين احضان شعبه وأهله ، مات و هومطمئن على بلاده وشعبه بعد أن حكم المغرب بأنامل ذكية وعبقرية سياسية فائقة، رغم أنف اللعين بومدين ومن بعده حكام الجزائر وحلفائهم في الشرق والغرب ، ومات حليفهم الأبله القذافي ميتة مشوهة ، ورحل ديكتاتور تونس ابن علي ، وتغيرت قيادة موريتانيا ولايزال المخاض فيها يُنبئ عن إرهاصات مستقبلية ، ومات صدام حسين وحسين ملك الأردن ورحل حسني مبارك وعلي عبد الله صالح حاكم اليمن ولا يزال الشعب السوري يموت بالمئات ليقتلع شر بشار الأسد حاكم سوريا..ولم يأخذ حكام الجزائر العبرة من كل هذا!!
ولايزال أهل كهف الجزائر، بالمعني التحقيري وليس بالمعنى الورعي،(بوتفليقة، قايد احمد صالح، ومحمد مدين والعربي ولد خليفة واخرون من أكبر الطبالين والغياطين كعمار اسعيداني وثنائي التدليس والنفاق احمد أويحي وعبدالعزيز بلخادم) لازال هؤلاء يحكمون الجزائر وكلبهم، وهو حزب الرعاع -جبهة التخريب الجزائرية- باسط ذاعيه بالوسيد، شيوخ خرفت عقولهم يجثمون على صدر الشعب الجزائري، شيوخ عاشوا الحرب العالمية الثانية وبعضهم شارك فيها ، عسكر انتقل من فرنسا ليحكم شعب بليد بالحديد والنار، نعم أقول وأكرر، "شعب بليد كل البلادة" لآن أقحاحه ذهبوا بذهاب الحرب التحريرية الجزائرية ...ولم تلد الجزائر لحد ألآن الرجال ذوي المصداقية مؤهلين للتعامل معهم بصيغة "الجار المحترم".
ولا يهمنا التلاعب بتلك المصطلحات التي يأكل بها حكام الجزائر أمخاخ ذويهم ، من مثل : الثورة – التقدمية – الرجعية – الامبريالية – الرأسمالية المتعفنة -المغرب العدو التقليدي الذي يهدد الجزائر- ايادي خارجية تتهدد البلاد -جزائر العزة والكرامة - الله عليك يا جزائر- أرفع رأسك أبا ...الخ ، أكثر مما يهمنا في هذا المجال ، نوعية الحياة التي يعيشها الشعب الجزائري مع القهروالذل والفقر المذقع مقارنة مع ما يعيشه الشعب المغربي من استقرار وامن ورفاهية في ظل «قيادة ملك شاب ترب في دهاليز الحكم وهو ألآن يحسن التدبير..ويرفع القواعد بدون نفط ولاغاز وليست له سوناطراك ».
ومما يزيد الجزائربيين حرقة وألما هو أن دولتهم من أكبر مصدري النفط والغاز في العالم، وشعبها ، اغلبه يقتات من فضلات المطارح حسب ما تتناقله الصحافة المحلية الجزائرية نفسها ، والمقارنة بين المغرب والجزائر بهذا الخصوص، بينة بما فيه الكفاية ، بحيث تكون كخنجر ينغرز في قلب كل جزائري فتدميه، فهل العين بصيرة واليد قصيرة يا شعب التخلف السياسي، ياشعب جزائر العزة والكرامة المزيفة ؟ أظن أن عيونهم بصيرة واياديهم مغلولة ، الأيادي في الجزائر مكبلة والعقول مبهدلة .يسمحوا لي الجزائريون اذا قلت انه اذا كان "الكلب الذي ينبح لا يعض" فأن نظامهم ينبح ويعض بأنياب مسوسة تفزع أكثر مما تدمي، فيما يتعلق بعلاقته مع بلد أحسن الى الجزائريين وأكرمهم ايام الحزة، وهي المملكة المغربية الشريفة..!
وما برقية التهنئة التي بعث بها سيدنا أعزه الله الى بوتفليقة بمناسبة انتهاء المهزلة ألإنتخابية الجزائرية ، إلا تأكيد على انها حررت بالداخلة! وهي تدخل في خانة تحريك بيادق الشطرنج التي تلعبها الدبلوماسية الملكية مع الجزائر.
وفي الختام ليسعني إلا أن اقول، الله ينصر سيدنا، والويل لما خلفته "نوميديا" من رعاع، وكل الويل لما تبقى من مجموعة وجدة وللمغاربة الذين يحكمون الجزائر؟
مع تحيات، شهاب25